الجمعة، 16 سبتمبر 2016

ما بين جان جونيه "أربع ساعات في شاتيلا "و كتاب "ثقوب في رداء العدالة".. تستمر الحكاية


توطئة:
كتاب ثقوب في رداء العدالة صدر عن مركز شؤون المرأة في غزة، وهو يجمع 300 قصة إنسانية  توثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة  يوليو/تموز 2014، والانتهاكات المرتكبة ضد النساء في  القطاع من منظور القانون الدولي الإنساني وتسلط الضوء على أدق التفاصيل الصعبة التي عشنّها آنذاك.
    تُرجِمَ الكتاب للغة الإنجليزية لتصل مذابح الاستعمار الصهيوني للعالم، وجاءت فكرة ترجمته إلى لغة موليير، ليكون نافذة للعالم الفرنكوفوني، من خلالها سيدرك هذا العالم الغارق في أنانيته، أن حقوق الإنسان التي تغنّى بها فلاسفة الأنوار إبان الثورة الفرنسية والتي دافعت عن حرية الناس ومساواتهم والحفاظ على كرامتهم، سيدرك أن هذه المبادئ تخترق وتنتهك يوميا وكل ساعة من طرف المستعمر الإسرائيلي.
ترجم الكتاب بمناسبة مشاركة وفد نسائي فلسطيني  في مهرجان "بصمات بالنون" المنظم بمدينة آسفي، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8مارس 2016 ، من طرف ثماني متطوعات مغربيات اخترن التضامن مع المرأة الفلسطينية لتصل جرائم الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل إلى أكبر عدد من القراء في العالم.
مغربيات مختلفات التوجه والتكوين والأذواق.. لكم جمعهن حب فلسطين، وإيمانهن بالقضية الفلسطينية.... وهن: فاطمة فوزي، فرح أشباب، مريم شوقي، نعيمة جكوني، حبيبة كلفي، مريم البتول رسيبي، منى الشاذلي، مثال الزيادي.
 عن الكتاب:
لا أدري لماذا استحضرت الشهادة الشخصية التي نشرها الأديب والشاعر الفرنسي جان جينيه في مجلة «الدراسات الفلسطينية« بالفرنسية، والتي أرخ فيها لمجزرة صبرا وشاتيلا سنة 16-9-1982 وسجل فيها انطباعاته حين دخل مخيم شاتيلا بعد المجزرة.
وكان نصه هذا محاولة يائسة لتحقيق العدالة للشهداء.. من خلال تسجيل هذه الجرائم وتوثيقها حتى يعرفها العالم أجمع.
 أربع ساعات في شاتيلا لجان جنيه، المعروف عنه انحيازه للقضايا الكبيرة كقضية الفلسطينيين، ويعود ذلك لعدالتها وسموّ الكرامة في الأرواح الحرّة والرافضة للذل التي بذلت فيها...
 تحولت نص أربع ساعات في شاتيلا لمسرحية للمخرج الفرنسي ستيفان اوليفييه بيسون، وبعد ترجمتها للغة لعربية من طرف الكاتب المغربي محمد برادة، أخرجها مسرحيا عبد الواحد عوزري ومثلتها الفنانة ثريا جبران لموسم 2002.
هذا التقاطع بين الكتابين أجده يتمثل في كونهما، من جهة يشتركان معا في كونهما يؤرخان للحظات الموت التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني، مع اختلاف المحطات التاريخية، ومن جهة أخرى كون الموثق صحفي أو صحفيات. اعتمدوا زيارة ميدانية لمكان المجازر، ثم توثيقها بالصورة أيضا.
يضم الكتاب الأصلي الذي صدر بالعربية صورا توثق المجازر، التقطتها عدسات مصورات فلسطينيات، لكن وكما يقول جان جينيه
"La photographie ne saisit pas les mouches ni l’odeur blanche et épaisse de la mort. Elle ne dit pas non plus les sauts qu’il faut faire quand on va d’un cadavre à l’autre.."
"إن الصورة الشمسية لا تلتقط الذباب، ولا رائحة الموت البيضاء والكثيفة. إنها لا تقول لنا القفزات التي يتحتم القيام بها عندما ننتقل من جثة الى أخرى" .
وأنا أضيف أن الصور لا تستطيع أن  تلتقط أيضا أحزان الناس أو تنقل لنا إحساس قلوبهم المفجوعة..
يضيف أيضا جان جنيه:
" L’amour et la mort. Ces deux termes s’associent très vite quand l’un est écrit. Il m’a fallu aller à Chatila pour percevoir l’obscénité de l’amour et l’obscénité de la mort."

   "الحب والموت، هاتان الكلمتان تتداعيان بسرعة كبيرة عندما تكتب إحداهما على الورق. لقد كان عليّ أن أذهب الى شاتيلا لأُدرك بذاءة الحب وبذاءة الموت. فالأجساد في الحالتين ليس لديها ما تخفيه."
"عندما يغيب التاريخ تضيع الحقيقة"، ربما كانت هذه الجملة هي التي أوحت لأحد ما أن يكتب عن مجازر الإسرائيليين كي تظل حاضرة في ذاكرة الأجيال القادمة حتى لا تفقد القضية مشروعيتها..
أقول كما قال جونيه "إنني لم أرَ هذا الجيش الإسرائيلي رؤية العين والأذن، غير أنني رأيتُ ما فعله." وقرأت.  وإذا كان جان جينيه كتب عن دمار بيروت "لم أكن أشاهد دمار بيروت كنت أشاهد موت الإنسان"، فإن دمار غزة أيضا يعتبر إضافة لكونه موت الإنسان، هو موت لضمير العالم.. 
على سبيل الختم
أعترف أني لا أستطيع أن أتصور حدود المنطق والخيال حين تمتزج الحياة بالموت..
لست صحفية لأنقل الوقائع بحياد.. فأنا أجبن من ذلك، كل ما أقوله تغلفه ذاتي، وتختلط فيه دموعي مع آهاتي، لذلك من الصعب أن أنقل ما ترجمته كأني أحكي عن نزهة ربيعية في يوم مشمس.. كما لا يمكنك أن تتحدث عن الموت وأنت في كامل أناقتك.. 
لا أدري أين قرأت عبارة "إن كانت نساء العالم تحصلن على وردة في اليوم العالمي فإن نساء فلسطين هن الورود اللاتي توضع على الرؤوس تقديراً لعطائهن في كل ميادين الحياة ...فهي الشهيدة والجريحة وأم الأسير وأم الشهيد وبالوقت نفسه صانعة الأبطال."


الخميس، 7 مايو 2015

أوراقُ سُورية تتساقطُ قُرب بابي


"إلى كُل الوُجوه التي غادَرَتْ..
 وتَرَكَتْ جِراحَها مُسَجاة أمَام الأسْواق المُمْتازة.. وعَتَباتِ المساجد.. ورصيفِ الطرُقات المُغبَرة.."

صَارُوا فَراشاتٍ مِنْ عَدَم
أطفالُنا بِحمص.. وادلب.. ودرعا
يَزْحَفون بثبات نحو نَخْبِ المِقْصَلة
ومِن على قِمة المَبْنى المُتبقي نِصْفُه فقط
غادر آخِر وجْهٍ ضَمتْهُ أمي..
حَبيبي فَجر نَفْسَهُ أمَامَ مَصْنعِ الزيْت
هارِبًا يَتشبتُ بالمُسْتحيل.. ليُفاجِأ الشمْس
يُلَمعُ مُسَدسَهُ ويَنْتظر
ثَمةَ شُجَيْراتٍ تَنْتظرُ لَحْدَها
قُرْبَ وُجوهٍ امْتَدت في الخَفاء لِتَسْتقبِلَ البُطولة

مَلَكَة
للقَناصَة هُدْنَةٌ تتمايَل بِبَهاء
لا تَسْتسْلمُ لِغِوايةِ الرحيل
ولا لِحِبْر رِسَالة أخيرة
أو قُبْلة حَبيبَةٍ تَنْتظِرُ تَحْت شَجَرةِ الرمان..

صُبْحِية..
وسِجارَةٌ في يَدها تُطْفئُ الحَرائق
رَأيتُ قلبَها يَلتحِفُ عَباءةً سَوْداء
كَرَاهبٍ يَتْلو قُداسَهُ الكَبير
دُون مُصَلين..
صُبْحِية..
رِحْلةٌ في لُغَة الحَرْب
بيْن لَغَطِ البَاعَةِ المُتَجَولين..
أمَامَ أبْوابِ المَسَاجِد
تَهْجُرُني جَسَارةُ التأقلُمِ.. وعَيْناكِ تَسْألانِ عنِ الإيجَار
وحَليبِ الأطْفاَلِ.. والفواتِيرِ المُتأخرَةِ
تَقْتَحِمين أنْفاسِي.. وأنا في طَريقي إليْك
أُسَائِلُ القَدَرَ عما يُخبئ
لاِمْرأةٍ بِلا مَدائِنَ تَلجَأُ إليْها..
 عِنْدمَا يَنامُ الناس

نَجْمَة
مُشْرِقةٌ كابْتِسَامَات الأطْفال
كقوس قُزَح عَجُوز
لِمَن تَرَكُوا مَقاعِدَ الدراسَة
للمِرْآة غَيْرةٌ
وادْلَب تَهْتفُ بأهَازيجِ الوَداع
مُعَلمَةُ اللغاتِ أتَذْكُرينَها.؟
ومَصْنَعَ السيرامِيك، وحديثَ جَدتِك

تُرْكِية..
 مَتى تُـزْهِرُ تِلكَ الوَرْدةُ المَوشُومة على  يَدِك..
رُبما أزْهَرَتْ..
وأنْتِ مازِلْتِ تبْحثينَ عنِ الحُب

وفاء

مُحمد غَادَر دُونَ شَهادةِ وفاة
أبَى أنْ يَنْحَني ..فَقَبلتْهُ رَصَاصَةٌ على الجَبِين..
ابتسَامَة بِحَجْم هذه الحَرب التي لم تَرْحل
تَنامُ قُبيْل حُلولِ المَساء
حَفَرَ اليَأسُ أخَاديدًا في قلبِهِ.. فَماتْ
لِيغْبطْكِ التاريخ
ومِيليشياتِ التحْرير
والجَماعَاتُ المُسَلحَة
وكُل الفَصَائِلِ
أَقْبِلي مُثْخَنَة .. بِيَتيمَيْنِ.. حَيْثُ لا دَليل
خطأً غادرَ الجَميع.. في سُرْعة مُدْهِشة
قبْل أن يُحِبوا بَعْضَهم كِفاية
قَبلوكِ على عَجل
فأمْسَيْتِ فرحًا على صَهْوة التيه
بَهِيةٌ حَد الوَجَع
وأنْت تتسعين لكافة الاحْتِمالات.
حِين تتأوّهينَ في صمْتٍ
تَطْلعُ شَمْس الصّباح
قَصِيدةً مِنْ بَيْتٍ واحدٍ
ودَمْعَتين..
وقُبْلةٌ عَلى الجَبِين
تَنْتظِرُ المَغْفِرة.

صُبحي
للحَي ذِكرى
للحُب بيْن حَواريه رائِحة البيلسان
تَشيخُ رُوحُ أخي الصغير
مُلْتفِتا إلى رَفيقِ صَفه
يَسْتعِد لرِحْلة أكْثرَ مُتْعة
على أكْتافِ مَن تَبَقوا
إدْلب.. وَلَجَتْ باب الغُبْن
 دُونَ مَوْعِد..
وعَبَرَتْ رَصِيفَ الأُمْنِيات

فَضْلاً.. عودي

مِنْ نافِذة غُرْفتي
أُرَمم الأبْراجَ العتيقة
دون إحْسَاس بالذنْب
وأنا أرْتَشِفُ نَشْرة الأخْبار البارِدة
سَماؤُنا اليوم تَحْتاجُ أكْثرَ مِن الحُب
لتتوهج..
غَيْمةٌ تُداهِمُني مُنْتصفَ الوَجع
تَعْبرُ أمَام الجميع.. خِلْسَة
عُودي لبَعْضِ الوقْتِ حتى أمْلأ بِطيْفك
جَفافَ دُروبي..

ثُم ارْحَلي..

الاثنين، 30 مارس 2015

مَوْسِمُ الاغْتِيالات


مَوْسِمُ الاغْتِيالات  

اخْتفَى أُسَامة حينَ كان عائدا قُرْب الحُدود
وجَلْجَلة تَحْمي قُلوبَنا مِن فُرْسانِ الظّلام
آذارُ أبدا لم يَعُد كمَا كان..
إطارُ الصُّور القديمة يتصدّرُ أخبارَ المساء
مَللنا صَلاةَ الجنازة
لِقُبورٍ تَحْتضِنُ كُل الألوان
سُقراطُ لمْ يَكُن حَكيما
الحِكْمةُ في  خَريفِ هذا العام

سَأنامُ قليلا
أزيزُ الرّصاصِ يُراقِصُ صوامِعنا العَتيقة
يُضاجع تاريخَ المُدنِ  
وهُناك.. في مكانٍ ما.. بيْنَ رُكام البُيوتِ وقَلْبي
غِناءٌ رخيمٌ لثوارَ مُنْهكين
يَتبادَلون التّهانِي
بنَصْر مُؤقّت.
أهازيجُ الشّهادة تتأبّط ألمَ رصَاصةٍ غادِرة
حَبيبتُكَ مازالتْ تَنْتظِر،
لا مَجال للدُّموعْ
لا مجال للرُّجوعْ
حين يَخونُ الوطَن..

بقدمٍ مكسورة
مَررْتُ بِحَضْرموت
واحْتسَيْتُ شايا شامِيا بطَعْمٍ غَريب

عزيزي أُسَامة
بعْدَ التحِيّة والسّلام..
لَعلَك بِخيْر حَيْثُ أنْت..
كُلّ شيْء يَقْصِفُ هُنا ..
الوُرُود غادَرتْ مع جارِنا أبي عَدْنان
بقيَ ألبُوم صُورِك
صامِتاً كمَقبرةِ الحيّ الجَديدة
حاصَرونا أمْس فأكَلنا ما تَبقّى مِنْ شَجرِ الياسَمين
حينَها كانتِ المَلائِكةُ
بِصمْتٍ ترْقُبُ
 اغْتِيَال عَاشِقَيْن.

الاثنين، 26 يناير 2015

هُدْنةٌ .. كانتْ بَيننا



وأنْتَ تَنْتَشي أمام سَاريةِ الجَامِعِ الكَبِير
ابْنُ بَطوطة عَاوَدَهُ الحَنينْ
رحيقُكَ يَلْسَعُني.. وثَمَّةَ أبْطالٌ داهَمهُم الحُبّ
طَفَقُوا يَغْسِلونَ قُلوبَهُم بِعِطْرِ المُوناليزا..

لِلْبَهاءِ جُموحٌ يَغْزوكَ رَمادًا
كَشَيْبِ الخَمْسينْ
وكَفٌّ تُقاطِعُ قافِلةَ التَّمْوينِ
عَذْراءَ تَقفُ كَشَجرةِ أرْزٍ بانْتِظارِ المِقْصَلة..
تُدَرّبُ صَوْتها للغِناء..
ابْتعِدي عنِ الكٍنايَةِ والمَجاز

واقتربي مني
فالسُّوبْرانو يَليقُ بكِ أكْثَرْ..

وأنْتَ تَنْتَشي أمام سَارِيةِ الجامِع الأعْظَمِ..
تَرْقُصُ الفَوانيسُ قبْل إغْفاءَة يَنايِر
وثَلْجٌ يَسْتأصِل البَراءَة مِن عُيونِ العًجائِز


خَذلَتْني قَهوةُ الصّباح
وَوِسادتي البَاردة
وفِكْرتي الّتِي أدَارتْ وَجْهها صَوْب البَحر
الزّمنُ الَذي يَرْقُصُ قُربَ ظِلالِ القَلْبِ..
وَحْدها عُيونُكَ يُطِلُّ مِنْها الفَجْر
وتِمثالُ بوذا حين ابْتَسَم لي 
لمْ تَكُن قَصيدتي مَمَرّا آمِنا يُجهِشُ بالرّغْبة
كانَتْ خَطِيئةً في ليْلَةِ المِيلاد..

الخميس، 18 ديسمبر 2014

كتاب أنطولوجيا نسائية.. أول كتاب مغربي وعربي يوثق لتدوينات نسائية



غلاف الكتاب



صدر أخيرا الكتاب الحلم "أنطولوجيا نسائية"
كتاب استمر الاشتغال عليه مدة سنة، وهو يضم تدوينات لتسع مدوِّنات مغربيات من مختلف أنحاء المغرب
هو أول تجربة بالمغرب، وعلى مستوى الوطن العربي..
عبارة عن تدوينات بنون النسوة.. هي أصوات نسائية .. تتكلم .. وتستحق أن نستمع إليها..
الشكر كل الشكر للمدونات والصديقات اللواتي آمن بالفكرة وانخرطن فيها بكل صدق وحماس: 
أمال الصالحيhttp://www.amalsalhi.net/
أمال أعبورhttp://sarkhato-7ajar.blogspot.fr/
حنان ادريسيhttp://han-ane.blogspot.com/
حنان حناويhttp://f-blady.blogspot.fr/
سناء البركيhttp://www.thesanae.com/
سناء الحناويhttp://www.marrokia.com/
لطيفة شكريhttp://www.latifachoukri.com/
ليلى أفخاريhttp://leilashadin.blogspot.fr/
 الشكر لكن جميعا.. أنتن حقا رائعات
*  *   *   * فيما يلي حوار أجرته معي جريدة نون الثقافية
لاحقا سأعود للحديث عن هذا الكتاب



الرابط :  http://noun.ma/8339.html